منتدى مدرسة طارق بن زياد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة طارق بن زياد

فضاء للمعلمين و التلاميذ و الأولياءو الاطار البيداغوجي و قدماء المدرسة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
                                                        
مرحبا بكم بموقع المدرسة الابتدائية طارق بن زياد بدار شعبان الفهري

 

 الأمـــــيرة والــمرآة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
nour el houda

nour el houda


المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 24/04/2012
العمر : 40

الأمـــــيرة والــمرآة  Empty
مُساهمةموضوع: الأمـــــيرة والــمرآة    الأمـــــيرة والــمرآة  Icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:23 am




الـمجـــنون


انصرفنا
من المدرسة، وعدنا إلى بيوتنا فرحين.. كنا مجموعة
من
الأطفال، نتحادث ونضحك ونقفز. وفي الطريق، شاهدْنا مجنوناً، قصيرَ
القامة،
أسمرَ البشرة، أشعثَ الشعر، يرتدي ثوباً بالياً، يكشف عن صدره..‏



تحلّقنا
حوله، ننظر إليه بفضول، ونسخر من مظهره، بعبارات جارحة:‏



-انظروا
إلى لعابه كيف يسيل!‏



-ما
أبشعَ منظره!‏



-إنه
يسير حافياً!‏



-ما
أكرهَ رائحته!‏



-أظنُّ
أنه لم يغتسل في حياته!‏



انفجرنا
ضاحكين..‏



وظلّ
المجنونُ صامتاً، يرمقنا مدهوشاً.. أقبلْنا عليه، نغيظه ونؤذيه..‏



نأتيه
من بين يديه، ونأتيه من خلفه.. هذا يشدُّ شعرَهُ،
وذاكَ
ينتر ثوبه، وآخر يدفع ظهره، وهو يلتفت ذات اليمين، وذات الشمال، ولا
يدري
ماذا يفعل..‏



لم
نكتفِ بذلك، بل أخذْنا نقذفه بالحصى، فهرول وراءنا، يصرخ متألّماً..‏



هرْبنا
من وجهه، نركض أمامه، ونلتفت إليه.. وحينما وقف،
عاودناهُ
ثانية، فرماه طفلٌ، بحجر كبير، شجّ رأسَهُ، وأسال دمه، فقعد
خائفاً،
يمسح الجرح بكفّهِ، ويتأمّلُ يدَهُ الملطخة بالدماء، ثم يرفع بصره
إلى
السماء..‏



كففنا
عن إيذائه، ووقفنا نتأمّلُهُ صامتين..‏



جاءتْ
عجوزٌ، فقيرة طيّبة، وخاطبَتْنا معاتبة:‏



-لماذا
تضربونه يا أبنائي؟!‏



-إنه
مجنون!‏



-ولكنّهُ
إنسانٌ مثلكم، يأْلمُ كما تألمون.‏



-ألا
ترينَ شكَلهُ القبيح؟!‏



-يا
أبنائي.. الشكل القبيحُ لا يعيبُ صاحبه، وإنَّما فعله القبيح.‏



نكسنا
رؤوسنا خجلاً، ولم ننبس بكلمة واحدة.. وانحنتِ
العجوز
على المجنون، تمسح له وجهه وجرحه، ثم قبّلتْهُ بين عينيه، وسحبَتْهُ
من
يده، فمشى معها طائعاً، مثل حَمَلٍ وديع..‏



تركْتُ
رفاقي واجمين، وسرْتُ وراءها، لأكشفَ سرّها.. استدارَتْ نحوي، فرأيتُ في عينيها
الدموع..‏



قلت
مستغرباً:‏



-أتبكينَ
على هذا المجنون؟!‏



قالت
بحنانٍ بالغ:‏



-إنه
ابني!‏



-لا
أكادُ أصدّقُ!‏



لماذا؟‏


-إنه..
مجنون!‏



قالت
العجوز:‏



-وهل
يولدُ المجنونُ بلا أمّ؟!‏



قلت
متعجباً:‏



-لماذا
لم تعاقبينا على ما فعلنا؟!‏



-ولمَ
العقابُ يا بني؟!. ما زلتم صغاراً.‏



قلت
نادماً حزيناً:‏



-إنني
أعتذر إليكِ، فهل تقبلين اعتذاري؟‏



مدّتِ
العجوزُ يدها، ومسحَتْ رأسي، براحتها الحانية، وقالت:‏



-لا
تحزنْ يا صغيري، إنني أعذركَ وأسامحك.‏



ومضتِ
الأمُّ الرؤوم، تسحب ابنها الحبيب إلى قلبها، وظللتُ واقفاً في مكاني، أرنو إليهما
راحماً، وأقول في نفسي:‏


-
ما أكثرَ الدروسَ التي نأخذها خارج جدران المدرسة





الأمـــــيرة
والــمرآة



كان
في قديم الزمان، أميرةٌ شريرة، قبيحةُ المنْظر، خبيثة
المَخْبر،
تكرهُ الناسَ وتنهرهم، وتسخر منهم وتحقرهم، فكرهها كلُّ مَنْ
عرفها،
وخافها خدمها وحشمها، بسبب عجرفتها، وسوء خلقها.. وكان لها أعوانٌ
وعيون،
يخالطون الناسَ متنكّرين، ثم يرجعون إليها، بأخبارهم وأسرارهم،
وحينما
تسمع ما يتناقلونه عنها، يلتهبُ قلبها حقداً، ويتطاير غيظها شرراً،
فلا
يجرؤ أحدٌ، على الاقتراب منها، أو النظر إلى وجهها..‏



وفي
إحدى الأمسيات، كانت جالسة، في شرفة قصرها، ومرآتها
في
حجرها، فنادَتْ وصيفاتها، فهرعْنَ إليها مذعوراتٍ، ومثلْنَ بين يديها
مطرقات،
ينتظرْنَ عقاباً أو توبيخاً.‏



شرعَتِ
الأميرةُ المغرورة، ترنو إليهن بازدراء، ثم شمختْ بأنفها، وقالت:‏



-أصحيحٌ
ما يقوله عنّي الناس؟‏



-ماذا
يقولون؟‏



-يقولون:
أنف الأميرة كبير، لكثرةِ ما تشمخ به!‏



-الأنف
الكبير، لا يعيبُ صاحبه.‏



غضبَتِ
الأميرةُ، ورفعَتْ سوطها، تلوِّحُ به مهدِّدةً. وتقول:‏



-أتوافقْنَ
الناسَ، على ما يقولون؟!‏



رمقَتِ
الوصيفاتُ السوطَ. وقلْنَ في نفوسهن:‏



-حسِّني
أخلاقكِ، وليكنْ شكلكِ ما يكون.‏



قالت
الأميرة حانقة:‏



-ما
لكنَّ ساكتات؟!‏



-أنفكِ
صغيرٌ يا سيّدتي!‏



-لا
تكذبْنَ!‏



-اسألي
المرآة، فهي لا تكذب.‏



تناولَتِ
الأميرةُ المرآة، وشرعَتْ تحملقُ إلى أنفها، فقالت لها المرآة:‏



-أنفكِ
كبيرٌ، لكثرة ما تشخمين به.‏



اغتاظتِ
الأميرةُ، وأظلمَ وجهها، فقلبَتِ المرآة، وصمتَتْ واجمة، ثم رفعَتْ رأسها، وقالت:‏



-ويزعم
الناسُ أنّ لساني سليط، وطويل كالسوط!‏



-إنهم
يكذبون!‏



-وكيف
أعرف الحقيقة؟‏



- اسألي
المرآة، تعرفي الحقيقة.‏



رفعتِ
الأميرة مرآتها، وقرّبَتْها من وجهها، ثم دلعَتْ لسانها، وجعلَتْ تنظر إليه..‏



قالت
لها المرآة:‏



-لسانكِ
سليط، وطويل كالسوط.‏



أرجعتِ
الأميرةُ لسانها، وقالت وهي تتميَّزُ غيظاً:‏



-ويزعم
الناسُ أنني شبْتُ وكبرت!‏



-ما
زلتِ صبيّةً يا سيّدتي!‏



-قلْنَ
الحقيقة، ولا تخفْنَ‏



-المرآة
تقول لكِ الحقيقة.‏



رفعتِ
الأميرةُ المرآة، وصارت تتأمَّلُ وجهها وشعرها.. لم تخفِ المرآةُ منها، بل قالت
لها:‏



-وجهكِ
أعجف، وشعركِ أشيب.‏



غضبتِ
الأميرةُ على المرآة، وضربَتْ بها الأرض، فتكسّرتْ وتبعثرَتْ..‏



وقامتِ
الأميرةُ مسرعة، ودخلَتْ قصرها، وهي تصرخ:‏



-المرآة
كاذبة، المرآة كاذبة!‏



انحنَتْ
إحدى الوصيفات، وأخذتْ تجمع أشلاءَ المرآة، وحينما فرغَتْ من جمعها، نظرَتْ إليها
محزونه، وقالت:‏



-لقد ماتتِ المرآةُ، ولم تقلْ إلاّ الحقيقة!‏









<table class="MsoNormalTable" style="width:100.0%;mso-cellspacing:1.5pt;mso-yfti-tbllook:1184" border="0" cellpadding="0" width="100%">
<tr style="mso-yfti-irow:0;mso-yfti-firstrow:yes;mso-yfti-lastrow:yes">
<td style="padding:.75pt .75pt .75pt .75pt" valign="top">
البيت المتــين

أقبل الشتاءُ، فاسودّتِ السماءُ، وهاجتِ
الرياح، فخاف
الأرنبُ الصغير، وعزم أنْ يبني لنفسه بيتاً
متيناً، يقيهِ شرّ العواصف.‏


بدأَ ينقلُ الحجارةَ الصلبة، ويرصف بعضها فوق
بعض.. وبعد
أيام، أصبح البيتُ جاهزاً، ففرح الأرنب
كثيراً، وأخذ يغنّي، ثم صار يرقص..‏


سألَتْهُ الريحُ:‏

-لماذا ترقص أيها الأرنبُ الصغير؟!‏

-لأنّ بيتي قويٌّ، يتحدّى الريح.‏



-وكيف عرفْتَ؟‏

-لقد بنيته من أقسى الحجارة.‏

ضحكتِ الريحُ من غروره، ونظرَتْ إلى البيت،
ثم مدّتْ أصابعها الرقيقة، فدخلَتْ بين حجارته بسهولة.. قالت ساخرة:‏


-حجارة بيتكَ قويّة!‏

-طبعاً.. طبعاً.‏

-ولكن لا يربط بينها شيء!‏

-ماذا تعنين بقولكِ هذا؟‏

-أعني أنَّ حجارته ليستْ متلاصقةً ولا
متلاحمة.‏


-هذا لا يهم.‏

-أرى أنه سيتِهدَّمُ سريعاً.‏

-فْلتختبري قوّتكِ!‏

اغتاظتِ الريحُ، ودفعتِ البيتَ، فانهارَتْ
حجارته..‏


قال الأرنب مدهوشاً:‏

-كيف هدمْتِهِ، وحجارته كالحديد؟!‏

-الحجارة المتينة، لا تصنع -وحدها -بيتاً
متيناً.‏


نظر الأرنب بازدراء، إلى حجارة بيته المبعثرة
المتفرقة، ثم خاطبها قائلاً:‏


-لن تغرّني صلابتكِ بعد اليوم، فما أضعفكِ إذا
لم تتماسكي!!‏

</td>
<td style="padding:.75pt .75pt .75pt .75pt" valign="top">
</td>
</tr>
</table>





الأمـــــيرة والــمرآة  259ce9cff4







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
baraket69
Admin
baraket69


المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

الأمـــــيرة والــمرآة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمـــــيرة والــمرآة    الأمـــــيرة والــمرآة  Icon_minitimeالسبت يونيو 02, 2012 5:45 pm

الأمـــــيرة والــمرآة  0831424d6df4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ecole-tarakibnzied.ahlamontada.com
 
الأمـــــيرة والــمرآة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة طارق بن زياد :: الأولياء :: فضاء التواصل بين الأولياء-
انتقل الى: